فصل: فصل في الشق والقطع في الكبد:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: القانون (نسخة منقحة)



.فصل في الضربة والسقطة والصدمة على الكبد:

أنه قد تعرض ضربة أو صدمة أو سقطة على الكبد فيحتاج أن تتدارك لئلا يحدث منها نزف أو ورم عظيم.
فإن عرض ورم عولج بما ذكرنا من علاج الورم الذي يعقب الضربة وربما عرض منه أن الزائدة الكبيرة من زوائد الكبد تزول عن موضعها وخصوصاً إن كانت كبيرة فيحدث وجع تحت الشراسيف اليمنى عقيب ضربة أو صدمة أو سقطة. وهذا يصلحه الغمز والنفض مع انتصاب من صدر الذي به ذلك وقيام منه فيسكن الوجع دفعة بعود الزائدة إلى موضعها.
وأما غير ذلك فيحتاج إلى أن تبدأ فتفصد.
وإن كانت حرارة شديدة فيسقى ويطلى من المبردات الرادعة.
وإن خرج دمه فاجعل معها القوابض.
وإن لم يكن حرارة شديدة ولا سيلان دم أو كان قد سكن ما كان من ذلك وانتهى وإنما وكدك أن تحلل دماً إن مات فاستعمل المحلل ولا مثل الطلاء بالمومياي ودهن الرازقي.
وينفع من جميع ذلك الأدوية المذكورة في باب الأورام الحادثة من الصدمة.
يؤخذ من الراوند والجلنار ودم الأخوين والشب اليماني أجزاء سواء.
والشربة من ذلك مثقال بماء السفرجل.
وإن لم يكن هناك حرارة كثيرة وأردت أن تستعمل أدوية فيها ردع مع تحليل ما وتغرية فينفع من ذلك هذا التركيب.
ونسخته: يؤخذ كهربا عشرة دراهم إكليل الملك عشرة دراهم ورد خمسة أقاقيا أربعة سنبل هندي وزعفران من كل واحد ست مصطكي وقشور الكندر من كل واحد أربعة طين أرمني سبعة جوز السرو ثمانية يعجن بماء لسان الحمل ويقرّص كل قرصة مثقال ويستعمل.
دواء آخر جيد: يؤخذ من موريافيليون عشرة ومن اللك المغسول سبعة ومن الراوند الصيني سبعة ومن الزعفران وزن ثلاثة دراهم ونصف حاشا وزن أربعة دراهم حمص أسود سبعة دراهم مر خمسة طين أرمني عشرة يلت بدهن السوسن وقد جعل معه مومياي ويتخذ منه أقراص ويسقى.
والشربة منه إلى ثلاثة دراهم.
والراوند الصيني والطين المختوم إذا خلط بشيء من حبّ الآس كان أنفع الأشياء لهذا فيما جربته أنا.
وأما في آخر الأمر وحين لا يتوقى ما يتوقى من الالتهاب والتورم فيجب أن يسقى من هذا القرص.
ونسخته: يؤخذ راوند ولك زنجبيل يتخذ منها أقراص وربما جعل معها شيء من الزرنيخ الأصفر فإنه عجيب القوّة في الرضّ وتحليل الورم يسقى من هذا ويطلى عليه مثل هذا الطلاء فإنه عجيب القوة.
ونسخته: يؤخذ من العود والزعفران وحبٌ الغار ومقل وذريرة ومصطكي وشمع ودهن الرازقي وميسوسن يجعل ضماداً.

.فصل في الشق والقطع في الكبد:

زعم أبقراط أن من انخرق كبده مات ويعني به تفرّق اتصال عام فيها لجرمها ولعروقها.
وأما ما دون ذلك فقد يرجى وربما حدث هناك بول دم وإسهاله بحسب جانبي الكبد.
المعالجات: علاج ذلك يكون بالأدوية القابضة والمغرية على ما تعلم وعلى ما قيل في باب نفث الدم وربما نفع سقيه وزن درهمين من الورد بماء بارد أو سقيه جنلنار بماء الورد أو يضمد بهما أو يضمد بالطين المختوم مع الصندلين المحكوك بماء الورد فإنه نافع.

.المقالة الرابعة: الرطوبات التي تعرض لها بسبب الكبد أن تندفع بارزة أو تحتقن كامنة:

.فصل في أصناف اندفاعات الأشياء من الكبد:

قد تختلف الاندفاعات في جوهر ما يندفع وقد يختلف بالسبب الذي له يندفع. فأما جوهر ما يندفع فقد يكون شيئاً كيلوسياً وقد يكون مائياً وقد يكون غسالياً وقد يكون مرّياً وقد يكون صديدياً وقد يكون مدياً وقد يكون أسود رقيقاً وأسود كالدردي وأسود سوداوياً وقد يكون منتناً وقد يكون غير منتن وقد يكون دماً خالص ربما اندفع مثله من طريق المعدة بالقيء.
ويدلّ عليه عدم الوجع وقد يكون شيئاً غليظاً أسود هو جوهر لحم الكبد.
وأما السبب الذي يندفع فربما كان ورماً انفجر أو سدّة انفتحت واندفعت أو فتقاً وشقاً عرض في جرمه أو عروقه سببه قطع أو ضربة أو وثي أو قرحة أو تأكل أو ضعف من الماسكة فلا تمسك ما يحصل أو ضعف من الجاذبة فلا تجذب أو ضعف من الهاضمة فلا هضم ما يحصل فيها.
وإذا لم ينهضم لم يقبله البدن ودفعه أو قوة من الدافعة أو سوء مزاج مذيب أو بارد مضعف من أسباب مبرّدة ومنها الاستفراغات الكثيرة أو يكون لامتلاء وفضل تحتاج الطبيعة إلى دفعه وربما كان الامتلاء بحسب البدن كله وربما كان في نفس الكبد إذا أحسّ بتوليد الدم لكن مكث فيها الدم فلم ينفذ في العروق لضيقها أو لضعف الجذب فيها أو لسدد أو أورام وقد يكون سبب الامتلاء الذي يندفع ترك رياضة أو زيادة في الغذاء أو قطع عضو على ما ذكرنا في الكتاب الكلي أو احتباس سيلان معتاد من باسور أو طمث أو غير ذلك وقد يكون السبب لذعاً وحمّة من المادة يحوج الطبيعة إلى الدفع وإن كانت القوى لم تفعل بعد فيها فعلها الذي تفعله لو لم يكن هذا الأذى وربما استصحب ما يجده في الطريق وصار له عنف وعسف.
وقد يكون مثل هذا في البحرانات وربما لم يكن السبب في الكبد نفسها بل في الماساريقا وإن كان ليس يمكن في الماساريقا جميع وجوه هذه الأسباب فيمكن أن يكون من جهة أورام وسدد.
وإن كان يبعد أو لا يمكن أن يكون الكبد يجذب والماساريقا لا يجذب فيعرض منه أمر يعتدّ به فإن الجذب الأول للكبد لا للماساريقا وليس جذب الماساريقا وحده جذباً يعتدّ به.
وكثيراً ما يكون القيام الكبدي لأن البدن لا يقبل الغذاء فيرجع لسدد أو غير ذلك.
وجميع أصناف هذه الاندفاعات تستند في الحقيقة إما إلى ضعف أو إلى قوة فيكون الفتقي والقرحي والمنسوب إلى سوء المزاج وضعف القوى من جنس الضعيف.
وفتح السدد وتفجير الدبيلات ودفع الفضل من جنس القوى فإن القوة ما لم تقو لم تدفع فتح الدبيلة وفضل الدم الفاسد لكثرة الاجتماع وقلة الامتياز منه وفضل الدم الكثير وغير ذلك.
وإذا خرج الدم منتناً فليس يجب أن يظن به أن هناك ضعفاً فإنه قد نتن لطول المكث ثم يندفع وهو كالدردي الأسود إذا فضل ودفعته الطبيعة.
كما ينتن أيضاً في القروح لكن الذي يندفع عن القوة يتبعه خف وتكون معه صحة الأحوال.
وإذا لم يكن المنتن في كل حال رديئاً فالأسود أولى أن لا يكون في كل حال رديئاً.
وكذلك قد يكون في اندفاعات ألوان مختلفة شفاء وخفّ.
ويخطئ من يحبس هذه الألوان المختلفة في كل حال وأشدّ خطأ منه من يحبسها بالمسددات المقبضة.
وليعلم أنه لا يبعد أن القوة كانت ضعيفة لا تميز الفضول ولا تدفع الامتلاء ثم عرض لها أن قويت القوة أو حصل من استعداد المواد للاندفاع وانفتاح السدد ما يسهل معه الدفع المتصعّب فاندفعت الفضول.
والسبب في الإسهال الكيلوسي الذي بسبب الكبد وما يليه إما ضعف القوة الجاذبة التي في الكبد أو السدد والأورام في تقعيرها وفي الماساريقا حتى لا تجذب ولا تغيّر البتّة.
وسنذكر حكم هذا السددي في باب الأمعاء وهو مما إذا أمهل أذبل وأسقط القوة وإذا احتبس نفح في الأعالي وآذاها وضيق النفس وأما كثرة المادة الكيلوسية وكونها أزيد من القوة الجاذبة التي في الكبد فتبقى عامتها غير منجذبة.
وربما كان السبب في ذلك شدة شهوة المعدة وإفراطها.
والسبب في الإسهال الغسالي هو ضعف القوة المغيرة والمميزة التي في الكبد أو زيادة المنفعل عن الفاعل أو لضعف الماسكة ويكون حينئذ نسبة الإسهال الغسالي من الكبد الضعيف نسبة القيء والهيضة عما لا تحتمله المعدة من المعدة الضعيفة فتندفع قبل تمام الفعل لضعف الماسكة.
فإذا لم يكن لضعف الماسكة فهو لضعف المغيرة.
والضعفان يتبعان ضعف كل سوء مزاج لكن أكثر ضعف الماسكة لحرارة ورطوبة.
وأكثر ضعف المغيرة لبرودة فلا يخر من القضية أن الغسالي يكون لحرارة فقط أو لبرودة فقط.
وفي الحالين فإن الغسالي يستحيل إلى ما هو أكثر دموية لشدة الاستنباع من البدن إلى ما هو خاثر.
وللكائن عن الحرارة علامة أخرى وللكائن عن البرودة علامة أخرى سنذكرهما.
والسبب في الإسهال المراري كثرة المرار وقوة الدافعة.
والسبب في الصديدي احتراق دم وأخلاط وذوبها وربما أدت إلى احتراق جرم الكبد نفسه وإخراجه بعد الأخلاط المختلفة وقد يكون الصديدي بسبب ترشح من ورم أو دبيلة وكثيراً ما يكون لترشح من الكبد ويكون للقيام أدوار.
والسبب في الخاثر الذي يشبه الدرديّ إما انفجار من دبيلة وإما سدد انفتحت وأما تأكّل وقروح متعفنة وإما احتراق من الدم وتغيّره في نواحي الكبد لقلة النفوذ مع حرارة الكبد وما يليها أو تغيره في العروق إذا كانت شديدة الحرارة وأفسدته فلم يمتر منها البدن فغلظ وصار كالدردي منتناً شديد النتن وفيه زبدية للغليان والذوبان ومرار لغلبة الحرارة.
وإذا فسد هذا الفساد دفعته الطبيعة القوية ودلت على فساد مزاج في الأعضاء وتكون أصحابه لا محالة نحفاء مهزولين ويفارق السوداء باللون والقوام والنتن فإنه دونها في السواد وأغلظ منها في القوام ونتنه شديد ليس للسوداء مثله وأما برد يخثر الدم ويجمده أو ضعف من الكبد يؤدي الأمر عن الغسالي إلى الدموي وإلى الدردي ولا يكون بغتة إلا في النادر.
وأكثر ما يكون بغتة هو عن سوء مزاج حار محترق فإن البارد يجعله سيالاً غير نضيج والحار المحترق يخثره كالدردي وإما لخروج نفس لحم الكبد محترقاً غليظاً.
والسبب في المنتن عفونة عرضت لتأكل وقرحة أو لكثرة احتباس واحتراق والسبب في الدم النقيج قوة قوية لم تحتج أن تزاول الفضل الدموي مدة يتغير فيها ثم تدفعه.
وقد تكون لانحلال فرد.
قال بقراط: من امتلأت كبده ماء ثم انفجر ذلك إلى الغشاء الباطن فإذا امتلأت بطنه مات.
واعلم أن الإكثار من شرب النبيذ الطري يوقع في القيام الكبدي.
وإذا كان احتباس القيام يكرب وانحلاله بعيد الراحة فهو مهلك.
واعلم أن الشيخ الطويل المرض إذا أعقبه مرضه قياماً وهو نحيف وإذا احتبس قيامه تأذى فقيامه كبدي وبدنه ليس يقبل الغذاء لجفاف المجاري.
العلامات: أما الفرق بين الإسهال الكبدي والمعوي فهو أن الأخلاط الرديئة الخارجة والدم من المعي يكون مع سحج مؤلم ومغص ويكون قليلاً قليلاً على اتصال.
والكبدي يكون بلا ألم ويكون كثيراً ولا يكون دائماً متصلاً بل في كل حين وقد يفرّق بينهما الاختلاط بالبراز والانفراد عنه والتأخر عنه فإن أكثر الكبدي يجيء بعد البراز قليل الاختلاط به.
وأما الفرق بين الإسهال الكبدي والمعدي فهو أن الكبدي يخرج كيلوسياً مستوياً قد قضت المعدة ما عليها فيه وبقي تأثر الكبد فيه.
ولو كان معدياً لسال فيما يسيل شيء غير منهضم ولنقل على المعدة وكان معه آفات المعدة.
وربما خرج الشيء غير منهضم لا بسبب المعدة وحدها بل بسبب مشاركة الكبد أيضاً للمعدة لكنه ينسب إلى المعدة بأن الآفة في فعلها.
والفرق بين الإسهال الكيلوسي الذي من الكبد.
والذي من الماساريقا أن الذي من الماساريقا لا تكون معه علامات ضعف الكبد في اللون وفي البول وغير ذلك.
وأما الفرق بين الصديد الكائن عن قرحة أو رشح ورم وبين الكائن من الجهات الأخرى فهو أن الأول يكون قبله حمى وهذا الآخر يبتدئ بلا حمى.
فإن حمّ بعد ذلك فبسبب آخر.
والصديد الذي ذكرناه أنه من الماساريقا ومن الأورام فيها يكون معه اختلاف كيلوس صرف من غير علامات ضعف في نفس الكبد من ورم أو وجع يحيل اللون وتكون حماه التي تلزمه ضعيفة.
وبالجملة فإن الصديد الكبدي أميل إلى بياض وحمرة وكأنه رشح عن قيح ودم والماساريقائي أميل إلى بياض من صفرة كأنه صديد قرحة.
وأما الفرق بين الخاثر الذي عن قروح وتكّل ودبيلات والذي عن قوة فهو أن هذا الذي عن قوة يوجد معه خف وتخرج معه ألوان مختلفة عجيبة ولا يكون معه علامات أورام وربما كانت قبله سدد.
وكيف كان فلا يتقدمه حمى وذبول ولا يتقدمه إسهال غسالي أو دموي رقيق أو صديدي.
والذي يكون بسبب أورام حبست الدم وأفسدته وليست دبيلات فعلامته أن يكون هناك ورم وليس هناك علامة أجمع ويكون أولاً رقيقاً صديدياً رشحياً ثم يغلظ آخر الأمر.
والذي يكون لضعف الكبد المبتدئ من الغسالي والصائم إلى الدردي فإنه يتقدمه ذلك وقلما يكون بغتة.
فإن كان بغتة مع تغير لون وسقوط شهوة فهو أيضاً عن ضعف.
وإذا كان السبب مزاجاً ما دل عليه علاماته.
والدرديّ الذي سببه حرارة يشبه الدم المحترق ويتقدمه ذوبان الأخلاط والأعضاء واستطلاق صديدي والعطش وقلة الشهوة وشدّة حمرة الماء وربما كانت معه حميّات ويكون برازه كبراز صاحب حمى من وباء في شدة النتن والغلظ وإشباع اللون ثم يخرج في آخره دم أسود.
والذي سببه البرودة فيشبه الدم المتعفن في نفسه ليس كاللحم الذائب ولا يكون شديد النتن جداً بل نتنه أقلّ من نتن الحار ويكون أيضاً أقلّ تواتراً من الحار وأقلّ لوناً وربما كان دماً رقيقاً أسود كأنه دم معتكر تعكر إما ليس بجامد ويكون استمراره غسالياً أكثر ويكون العطش في أوله قليلاً وشهوة الطعام أكثر وربما تأدى في آخره للعفونة إلى حميات فيسقط الشهوة أيضاً ويؤدي إلى الاستسقاء.
وبالجملة هو أطول امتداد حال.
ويستدل على ما يصحب المزاجين من الرطوبة واليبوسة بحال ما يخرج في قوامه وبالعطش.
والذي يكون عن الدبيلة فقد يكون قيحاً غليظاً ودماً عكراً وأخلاطاً كثيرة كما يكون في السدد ولكن العلامات في نضجها وانفجارها تكون كما قد علمت ووقفت عليها من قبل وربما سال من الدبيلي والورمي في أوله صديد رقيق ثم عند الانفجار تخرج المدة وقد يسيل معها دم.
والذي يكون عن قرحة أو آكلة فيكون مع وجع في ناحية الكبد ومع قلة ما يخرج ونتنه وتقدم موجبات القروح والأكال.
والذي يكون الخارج منه نفس لحم الكبد فيكون أسود غليظاً ويصحبه ضعف بقرب من الموت وأوقات سالفة.
والذي يكون لامتلاء من ورم وعن احتباس سيلان أو قطع عضو أو ترك رياضة أو نحوه فيدل عليه سببه ويكون دفعة ومع كثرة وانقطاع سريع ونوائب.
وكل من تأذى أمره في الخلفة الطويلة كان دردياً أو صديدياً أو غير ذلك إلى أن يخلف الأسود قل فيه الرجاء.
وربما نفعته الأدوية القوية القابضة الغذائبة قليلاً ولكن لم يبالغ مبالغة تؤدي إلى العافية.
وأما علاج هذا الباب فقد أخرناه إلى باب الإسهالات فليطلب من هناك.